أدب الدكتور داهش نظرة جديدة الى العالم ..وجمالية الحقيقة..ولحمة في النفس بين القول والفعل ..
قراءة سليمان جمعة لنص للدكتور داهش النص:
“أنا أؤمن بأنه توجد عدالة سماوية ،وأن ما يصيبنا في الحياة الدنيا من منغّصات وأكدار إن هو إلا جزاء وفاق لما اجترحناه في أدوارنا السابقة من آثام وشرور ،ولهذا يجب علينا أن نستقبل كل ما يحل بنا من آلام الحياة ومآسيها ،غير متبرمين ولا متذمرين ،بل قانعين بعدالة السماء ونظمها السامية “..
داهش
//القراءة//
لماذا الابتلاء الالهي ولماذا يوصينا بالصبر ؟
هذا النص مأخوذ من مقدمات كتاب
“قصص غريبة واساطير عجيبة”
ج ٤__ تأليف الدكتور داهش.
وفيه يقدم د.داهش ملمح من ملامح التقمص ..كما القصص التي تقدم حالات واسعة من مفهوم التقمص الداهشي ..
وفي التقمص تظهر عدالة السماء التي يؤمن بها د.داهش كما يؤمن بالتقمص إيمانه بوجود الخالق جل جلاله ..
هنا يتكلم النص عن ولادة في الحياة الدنيا على الارض ..في صورة بشرية..
ويتكلم على منغصات واكدار وآلام يعانيها ..هذا الابتلاء هو جزاء عادل وفاق افعال كان قد اجترحها ضد غيره وضد القيم في دور حياتي له سابق ..فالعدالة قضت ان يعيشها هو ..مثلا كأن يولد اعمى ويعيش العمى جزاء ان قد تسبب بالعمى لأحد في دور سابق ..وهكذا ..
جاءت البنى المعرفية عامة في النص.
الايمان وهو امر مركوز في النفس نسلم به و وعيا نعيشه .. “الايمان بعدالة السماء “
منظومة معرفية من بنى غيبية ..
كيف نعرف او ندركها ؟ انها لمجال صعب الخوض فيه .
التقمص الداهشي بنية معرفية اخرى تقول بالولادة في حياة اخرى بعد الموت في الدنيا او في كوكب آخر ..يولد في هيكل بشري او غيره ..
والبنيات الاخريات :الآلام والمنغصات
والاثم والشرور ..
وبنية استقبال الالم او استقبال الجزاء بغير تبرم او تذمر .. كالصبر
وذلك من باب الايمان ..
لذا نرى شخوص الحال نحسها ولكن لا نغامر في الجزم انها من استحقاق العدالة الآن كبدء او كنتيجة ولكن علينا قبولها واجتراح الوسائل والافعال لتلقيها بكل ما نملك من امكانات ..بالصبر نخفف وقعها ..غير متبرمين ولا متذمرين ..
اذاً،
في هذا الملمح يقول لنا النص ان الحياة والموت هما في نظام التقمص …
ومن يقرأ قصص الدكتور داهش يجوس عوالم جديدة عن التقمص الداهشي كافية لتدخله في رؤية جديدة الى العالم الذي يعيشه .. وليصبح كائنا كونيا شاعرا انه منتم لهذا الوجود .
بالتقمص نجيب عن اسئلة ما زلنا نقف حيالها عاجزين ان نجد لها تفسيرًا مقنعا..
وبقبولنا الايمان به نقدر ان نتحمل متاعب حياتنا الطارئة وانها ..ك”عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم “..
النص عقيدة تخطو بمفهوم التقمص الى مجال لم يعهد لدى من يؤمن به من البشر على وجه هذه الارض ..
وكل ملمح في القصص هو ولوج الى مجال آخر جديد لم نعهده من قبل ..
ليتشكل لدى القارىء عقيدة بها يقرأ الوجود وعلاقاته معه..
به يكتب سلوكه ويقرأ سلوك الآخرين ..
اذاً،
نستطيع ان نفهم ان المنغصات والآلام والمصائب التي تصيبنا كجزاء هي #ابتلاء اي تنفيذ العدالة وعدم التبرم والتذمر يعادل الصبر ..
مما يذكرنا هذا بآية الابتلاء في القرآن الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
[ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع
ونقص من الاموال والانفس والثمرات
وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون
اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون] ..البقرة ١٥٥_١٥٦_١٥٧
فنفهم اذن ان بنية الابتلاء فعل عدالة سماوية “ولنبلونكم” فالفاعل هم جماعة غيبية من الملائكة المنوط بهم ذلك ..
فالآية تذكر بنيات المنغصات والآلام كالخوف والجوع والنقص في الانفس ..كمصائب .. فالبشرى لهم اذا صبروا وآمنوا ان ذلك هو الرجوع الى “الله “…فالصبر بنية تدعو اليها الآية ..
وان عليهم صلوات من ربهم اي انهم بين يدي العناية الالهية (انا لله وانا اليه راجعون).. تلك بنية ايمانية نؤولها ..والرحمة بنية اخرى كذلك فعل الاهتداء الى ذلك اي نتلقى بشرى الصبر بان المبتلى يكون بين يدي العناية الالهية ورحمة من الرب . فالجزاء ابتلاء بسبب
فكثيرا ما نسأل لماذا نبتلى ولماذا يوصينا الكتاب بالصبر ؟
نستطيع نقول كما يقول نص الدكتور داهش ان الابتلاء هو جزاء على افعال اجترحناها في حياة سابقة . ..والصبر عليها اي تقبلها بلا تبرم او تذمر ..تلك رحمة وهدى ..اي عملية تطهر من اثم ..اتيح لنا ان يكون لنا بشرى بناموس هو التقمص ..
فالنص كالآية يشرب من نبع الصفاء نفسه
من روحية الناموس الالهي ..
بهذا الملمح من التقمص نقرأ الآية كروح للعدالة السماوية التي يبشر بها الانبياء..
سليمان جمعة