مقالات

من بين أسباب عودة المسيح

 

في أول يوم من عام 1982 ( قبل عامين ومائة يوم من عودته إلى عالمه السماوي) داهش، الرسول المحبوب والمرشد، كتب في المجلد الثامن عشر من كتابه “أسفار حول العالم” قطعة توضح الحالة السيئة للبشرية.

فيما يلي هو الملخص:

في هذه الأيام، معظم الناس يعتبرون الدين أنه تمثيلية مبنية على أسطورة. يعتبرون القيم الروحية خادعة والفضيلة سخيفة ولهذا السبب، ساد الشر في عالم مليء بالإباحية المتفشية، والإرهاب المستمر والمنتشر، والجشع، وأفعال الشر الكثيرة. لهذه الأسباب، غدا من الصعب إيجاد الحب والرحمة، حيث يقهر القوي الضعيف، وحيث يكون القتل هو القانون الشائع. كنتيجة لذلك، غدت حياتنا غير مستقرة ومجردة من أي معنى وهدف، لأن حضارتنا الكاذبة المادية أعطتنا الملذات الجسدية وغريزة اللحم والدم، ولكنها فشلت في إرواء عطش أرواحنا إلى الحقيقة الروحية التي تهدئ الروح. غدت الحياة، بالنسبة للكثير من الناس، جحيماً.

أدرك داهش أن الحل للكثير من أمراض هذا العصر وشروره هو ليس في شكل حكومة معينة، مثل الديمقراطية أو الاشتراكية، بل بالرجوع إلى ممارسة القيم الروحية والقيم الإنسانية، مثل التعاطف، الحب، الرحمة، والشعور مع الإنسان الآخر.انتشرت المأساة، حتى في البلدان التي أسمت نفسها بالديمقراطية، أو الاشتراكية، أو بالأسماء الأخرى.

نظر داهش أيضاً إلى الرجوع إلى أصل الدين الصحيح ليس بإتباع العقيدة أو الطقوس، بل باعتناق القيم الروحية وتطبيقها.إنها الطريقة الوحيدة لتحقيق الخلاص الذي سينقذ البشرية ويرشد أرواحها إلى السلام. وإلا، فلتنتظر البشرية الكوارث والأخطاء الفظيعة.

يؤكد المسيح العائد أن انحراف البشرية عن أصل أديانها سوف يقود بلا شك إلى دمارها. إنه يبني ذلك على معرفته المستلهمة أن الخالق لديه نوايا معينة في خلق العالم وأن البشر يستحقون وجودهم على الأرض مع الموت وكل أشكال المعاناة في عقابهم. يقول أن الأديان جاءت إليهم كرحمة وأداة حتى ينقوا أنفسهم ويعيدوا مكانتهم في عوالم الجنة، وإلا، تنتظرهم المعاناة في عوالم الجحيم.

علامات رجوعه

أولئك الذين يعتقدون أن القرون التي جاءت بعد يسوع المسيح كلها متشابهة وأن الحروب، والأمراض، والمجاعة التي تحدث عنها المسيح في الفصل الرابع والعشرين من إنجيل متى والفصل السابع عشر من إنجيل لوقا، والتي أثبتت صحتها على مر العصور، هي كلها خاطئة.

 يتميز القرن العشرين، وللمرة الأولى بالتاريخ، بحربين عالميتين حيث مات 216 مليون* شخص كنتيجة حرب أو تصفية سياسية. أضف إلى ذلك الـ 20-40 مليون** شخص الذين ماتوا من الأنفلونزا الاسبانية بعد الحرب العالمية الأولى. فأحداث القرن العشرين وحدها هي علامات عن المجيء الثاني للمسيح لأن الخطر على البشرية وصل إلى أقصى حد.

*في “نشرة عن العلماء الذريين” آذار/ نيسان 2004، راجع جوناثان دين الورقة العرضية رقم 29، 2003 من دراسات السلام في جامعة كورنيل بعنوان “حالات الموت في الحروب والصراعات بين عام 1945 وعام 2000” بيد ميلتون ليتنبيرغ.

يذهب ليتنبيرغ ليناقش أعداد الموتى، التي تتراوح من أقرب تقدير- حالات الإصابات بين رجال الجيش ذوي اللباس الرسمي – إلى أبعد تقدير، الذي يضم موت المدنيين من المرض والمجاعة التي لها علاقة بالحرب، بالإضافة إلى حالات الموت التي سببتها قرارات وسياسات وبرامج السياسيين المقصودة. يتبنى ليتنبيرغ التقدير الأبعد، الذي يضم أولئك الذين ماتوا نتيجة القرارات السياسية التي اتخذها هيتلر، ستالين، ماو، وغيرهم من الدكتاتوريين. باستخدام ذلك التقدير، يحسب ليتنبيرغ عدد حالات موت ناتجة عن الصراع يبلغ 216 مليون حالة في القرن العشرين- وهي أكثر سنة دموية في تاريخ البشرية. يضم الرقم حوالي 90 مليون حالة وفاة ناتجة عن “برنامج سياسي”، منها 35 مليون في الاتحاد السوفييتي و45 مليون في الصين. بقراءة هذه الإحصائيات الخطيرة، من المستحيل تجنب الرد مع الحزن العميق الممزوج بالغضب على الزعماء السياسيين الذين وجهوا أو سمحوا بهذا القتل.

** في “ديسكوفر” أيار 2004، في مقالة تدعى: هل فيروسات الحيوانات أخطر مما ظننا؟ كتبت جوسلين سليم:

لماذا تبدو فيروسات الحيوانات مسؤولة فعلياً عن كل وباء معاصر- ويست نايل، إبولا، إيدز، سارز، ومؤخراً، تفشي أنفلونزا الطيور المخيف في جنوب شرق آسيا ولكن الذي قد تم ضبطه؟ يحاول علماء الأحياء من مجلس البحوث الطبية بلندن إيجاد جواب، بالنظر إلى الماضي. وضع رئيس الفريق السير جون سكيهيل وزملائه أعينهم على فيروس الأنفلونزا عام 1918، الذي حفظ في الجثث البشرية المدفونة في المناطق الجليدية بألاسكا. كانوا مهتمين بشكل خاص في الهندسة الجزيئية للفيروس لأن الأنفلونزا الاسبانية عام 1918 كانت أكثر وباء مميت في التاريخ، حيث قتلت 20 إلى 40 مليون شخص في كل أنحاء العالم.

قراء ومفسري وعظ المسيح في متى 24 و لوقا 17 قد أخطأوا في موعد وطريقة مجيء المسيح الثاني. أخطأوا في تدمير القدس الذي حدث بعد حوالي 40 عاماً من الصلب، موعد مجيئه الثاني، الوقت الذي تدمر فيه الأرض والكواكب، ووقت اختفاء الكون، يوم الدينونة الكبير.

أشار المسيح إلى موعد عودته من خلال وضع التشابه لنوح ولوط. كما رفض نوح ولوط، كذلك سيفعل المسيح، الذي سيمضي وقتاً على الأرض يوصل فيه رسالته للناس:

كما كان في وقت نوح، كذلك سيكون في أيام ابن الإنسان. استمر الكل بالأكل والشرب، والرجال والنساء تزوجوا، حتى اليوم الذي ذهب فيه نوح إلى القارب وأتى الطوفان وقتلهم جميعاً. كذلك سيكون في يوم لوط. استمر الكل بالأكل والشرب، بالشراء والبيع، بالزرع والبناء. يوم غادر لوط سدوم، هطلت النار والكبريت من السماء وقتلتهم جميعاً. هكذا سيكون الأمر يوم يظهر ابن الإنسان. (لوقا 17.26-30)

سيكون مجيء ابن الإنسان مثل ما حدث في وقت نوح. في اليوم الذي سبق الطوفان أكل الناس وشربوا، تزوج الرجال والنساء، حتى اليوم الذي ذهب فيه نوح إلى القارب، لم يلاحظوا ماذا كان يحدث حتى جاء الطوفان وجرفهم جميعاً. (متى 24.37-39)

أزيلت الحيرة والالتباس حول وقت مجيء المسيح الثاني من قراءة رسالة بطرس الثانية، حيث يقدم قبل نهايتها التوضيح الآتي:

ولكن لا تنسوا شيئاً، يا أصدقائي الأعزاء! لا يوجد فرق في نظر الرب بين يوم واحد وألف عام، بالنسبة له الاثنان متشابهان. لا يتأخر الرب في فعل ما وعد به، كما يظن البعض. بل إنه يمهلك، لأنه لا يريد أن يدمر أحد، ولكن يريد أن يرجع الجميع عن خطاياهم. ولكن يوم الرب سيأتي كالسارق. في ذلك اليوم ستختفي السماء بضجيج صاخب، ستأكل النار الأشياء، وستحترق الأرض وكلّ من عليها. (2 بطرس 3.8-10)

في القرآن الكريم، كتب أيضاً أن مجيء المسيح الثاني سيحدث ليحذر الناس بيوم الحساب:

“إنه (المسيح) نذير ساعة الحساب. لا يوجد شك بقدومه واتبعوني” (سورة 43.61 الرخرف)

يعطي القرآن الكريم أيضاً علامات عن وقت مجيء المسيح الثاني:

“عندما تتباعد السماء عن بعضها وتصبح حمراء مخضبة.” سورة 55.37 الرحمن

كل هذه الأقوال الروحية هي دلائل على أن “يوم الحساب” سوف تجلبه الحرب النووية- ما لم تغير البشرية مسارها وتغير التاريخ. هذا التغيير يمكنه أن يحصل فقط بإرادة الإنسان الحرة بتقبل الخلاص عبر اسم المسيح الجديد: داهش.

في الكتاب الموحى “يسوع الناصري” الذي كتبه داهش، يسوع الشاب، يخاطب أبناء قريته كما لو أنه سيتركهم في قوله:

“يا مدينة الناصرة!

عندما تقترب ساعتي الأخيرة،

سأبتعد من بينكم

لأعود إليكم بعد عشرين قرناً…”

في مقدمة الكتاب، الدكتور غازي براكس وايليا حجار واثقون أن السيرة الذاتية حقيقة وأن المسيح كتبها بنفسه بقواه الروحية.

سيعود باسم جديد

في بوحه الموحى، يؤكد يوحنا أن المسيح سيعود باسم جديد:

“سآتي قريباً. حافظوا على ما لديكم، حتى لا يسرق أحد منكم جائزة نصركم. سأجعل المنتصر عمود في معبد الله، ولن يغادره مطلقاً. سأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي، القدس الجديدة، التي ستنزل من السماء من ربي. سأكتب عليها أيضاً اسمي الجديد”. (سفر الرؤيا 3.11-12)

في الإصحاح 9.6 كتب: ” ولد طفل لنا! أعطي ابن لنا! وسيكون حاكمنا. سيسمى، “الناصح الرائع”، أو الناصح المذهل- وهو مرادف لاسم الدكتور داهش اليوم. اسم داهش الذي يعني “المدهش” أسماه إياه مرسوم روحي.

مكان ولادته

ولادة مجيء المسيح الثاني ستكون في القدس لكي تتحقق النبوءة:

“ورأيت المدينة المقدسة، القدس الجديدة، تأتي من السماء من عند الله، متحضرة ومستعدة، كعروس جاهزة لرؤية زوجها. سمعت صوت صاخب يتحدث من العرش: “الآن منزل الله هو مع البشر! سيعيش معهم، وسيكونون شعبه. سيكون الله نفسه معهم، وسيكون إلههم. سيمسح كل الدموع من عيونهم. لن يكون هناك موت بعد الآن، ولا أسى أو بكاء أو ألم. اختفت الأشياء القديمة.” ثم قال الذي جلس على العرش، “والآن أصنع كل الأشياء جديدة!” قال أيضاً لي، “اكتب هذا، لأن هذه الكلمات حقيقية ويمكن الوثوق بها. وقال، “تم ذلك! أنا الأول والأخير، البداية والنهاية. لكل عطشان سأعطيه الحق ليشرب من نبع ماء الحياة بدون أن يدفع. من سينتصر سيتلقى هذا مني: سأكون إلهه، وسيكون ابني. ولكن الجبناء، الخونة، الضالين، القتلة، الفاسقين، أولئك الذين يقومون بالسحر، والذين يعبدون الأصنام، وكل الكذبة- مكانهم هو بحيرة من النار والكبريت الملتهب، وهذا هو الموت الثاني.” ( سفر الرؤيا 21.2-8)

القدس الجديدة لديها بعدين: الأول مادي وظل خفيف من القدس الروحية، البعد الثاني الذي يمثل عروس المسيح العائد، والتي هي مهمته السماوية. ستظهر المهمة (العروس) في لبنان لتحقق النبوءات المكتوبة في سفر الرؤيا، أغنية الأغاني، والإصحاح:

“تقول الروح والعروس، “تعالوا!” كل من يسمع هذه يجب أن يقول، “تعالوا!” تعالوا، كل من هو عطشان، اقبل ماء الحياة كهدية، لمن يريده”. (سفر الرؤيا 22.17)

“بعد فترة قصيرة، سيتحول لبنان إلى بستان، وسيعتبر البستان على أنه غابة! في ذلك اليوم سيسمع الأطرش عندما يقرأ كتاب، وأعين الأعمى سترى في الظلام الحالك، سيجتمع الوحيد بالرب…” (الإصحاح 29.17 -19).

“تعالي من لبنان، يا عروسي، تعالي من لبنان، تعالي! (أغنية الأغاني 4.8).

الدكتور غازي براكس

 

error: Content is protected !!