مقالات

سيّالات في فيزياء الجسيمات

بقلم الصحافي منير يونس

 

هل حدث يومًا أن شعرت بشيءٍ قادم…قبل أن يحدث؟

هل رنّ في داخلك صوتٌ لا تعرف مصدره؟

رعشةٌ خفية؟ حلمٌ غريب؟ أو إحساسٌ بأن أحدًا، في عالمٍ لا يُرى، قد لمس قلبك دون أن تعرف ما هو ومن أين أتى؟

في عالم الكم، تتشابك الجسيمات في رقصة صامتة،

فإذا تحرّك أحدها هنا، اهتزّ الآخر… هناك،

ولو كان في مجرّة بعيدة.

لكن ما لا يُقال في كتب الفيزياء هو هذا: التشابك لا يخص الجسيمات فقط، بل الأرواح أيضًا.

فأنتِ متشابك مع عوالم لا تراها، عوالم لم تغادرها يومًا،تتواصل معك عبر الحلم، عبر الحدس، عبر التصرف، عبر الغصة أو البسمة التي لا اسم لها.

عالمك هنا ليس مغلقًا. هو نافذة مفتوحة على أكوان موازية،

تُرسل إليك إشارات، همسات، تدفعك أحيانًا لاتخاذ قرار، أو العدول عنه، للبكاء دون سبب، أو الفرح دون تفسير.

لا تستغرب إذا شعرتِ أن حضورًا غير مرئي يسكن غرفتك،

أو أن فكرة هبطت فجأة وكأنها ليست منك، أن نورًا مرّ كخاطرة ولم يترك أثرًا إلا في قلبك.

أنت على اتصال… ولو لم تعرف مع من.

أنت مشدود بخيوط خفية، لأرواحٍ سابقة ولاحقة،

لأبعادٍ غير مرئية، لأنت أخرى، في عالمٍ آخر،

تدعمك، تصحّح مسارك، توقظك كلما نمتِ عن حقيقتك… أو تعاقبك وتقرر مصيرك اذا ارادت!.

في داخلك نظام ملاحة غير مرئي، يقرأ بصعوبة الإشارات القادمة من خارج هذا العالم.

في داخلك معرفة لا تعيها تماماً ، بل تشعرها أحياناً، وأي لحظة وعيٍ حقيقية…

هي تواصل مع من أنت في مستوى أعلى أو أدنى، هي لحظة تشابك بين الزمن والروح، بين ما هو هنا… وما هو “هناك”.

error: Content is protected !!