اليراعة المقدسة
ملاحظة: جميع العناوين الموضوعة بين قوسين هي عناوين كتبٍ ألفها الدكتور داهش.
وتجسّدت رحمة الخالق،
وتحقّقت نبوءة يزيد عمرها عن الألفي عام من (مذكرات يسوع الناصري) ووُلد النبي الحبيب الهادي مجدّداً في أرض الشقاء.
عاد المخلّص ليخلّصنا من عذاب (الجحيم) ويهدينا لطريق (النعيم).
جاء صاحب (كتاب الهادي الالهي) موقّعاً على (قيثارة الآلهة) أنغام (أسرار الآلهة)، مبشّراً برسالته الداهشية المقدسة وتعالميها الخالدة، هاتفاً بأعلى صوته:
(أناشيدي) هي (نشيد الحب) الخالد، بل (نشيد الانشاد)،
(أسراري) تضم أسرار الحياة و(أسرار الموت)،
ما لفظته شفاهي من (كلمات) تدعو إلى الفضيلة والمحبة والأخوّة هي الطريق والحق والحياة،
انها للأبرار (ابتهالاتٌ خشوعية) وعذْبُ ما تخفق لها القلوب المستنيرة من (عواطف وعواصف)،
أمّا للأشرار الغليظي القلوب، فهي عذابُ (نبال ونصال)،
وللأرض كلّها، هي (بروق ورعودُ) صوت الحقيقة المدوّي في الأرجاء، المستمدّ من لَدُن السّماء الخالدة.
إنّ كلمات النبي الحبيب الهادي هي (مفاتن الشعر المنثور) الذي تتمنى عزف ألحانها السماوية (قيثارة أورفيوس),
انّها (الرسائل المتبادلة) بين النور الإلهي المُلْهِم وبين داهش الزمان، أُرْسِلت للبشر التعساء لِتزيل ما ترسّب فيهم من (أوهام سرابية وتخيلات ترابية) ولِتغرس في أعماقهم بذور الحبّ والحنان والنور واليقين.
لقد جسّد الدكتور داهش أعظم معاني المحبة، فكان نبراس تعاليمه (انجيل الحبّ) الأبدي، ننهلُ من نبع مائه المقدّس الذي لا ينضب.
وكم سيمرّ من الادهار والاعمار قبل أن نعي حقيقته الالهيّة، فحبّه للحقيقة والخير والحق أينَ منه حبّ (عشتروت وادونيس)،
إنّ مداركنا المتواضعة ولو سافرت على متن أجنحة (خيال مجنّح) لبقيت عيّة أمام عظيم اعماله الفاضلة وسعيه المتواصل لإرساء أسس الحق في أرض الباطل،
وريشةُ أيّ (ناثر وشاعر) ولو غمستْها (الإلهات الست) بحبرٍ من (وحي الغاب) ووحي الزمان، لوقفت عاجزةً عن وصف سموّ غاياته ورقيّ آماله وأحلامه.
وكم تجلّت على يديه خوارقٌ باهرة ومعجزاتٌ خارقة، تُخْتصر أحداثُ مجلّداتها العديدة بعنوان (قصص غريبة واساطير عجيبة)، فغريبةٌ عن هذا العالم مصدُرها وهي الروح الخالدة، وعجيبةٌ تأثيراتها بخرق نواميس الطبيعة. وقد كانت وسيلةً لغايةٍ، هي اثبات وجود الروح، وشاهدةً على إبداع خالق الأكوان الذي سمحت ارادته السرمدية بحصولها لنشهد عليها فنثوب بعد أن نتوب عن المعاصي والآثام.
وبالرغم ممّا دعى إليه النبي داهش الحبيب من وحدةٍ إنسانيّةٍ بين جميع البشر، ورغم حمْلِه راية المحبّة والأخوّة بين شعوب الأرض، اذاه يكافأ بالإضّطهاد المرير والظلم الرهيب.
فإذا بقلبه المحبّ الحنون وقد أصبح (القلب المحطّم)،
وإذا بالدّاعي إلى حرية الرأي والمعتقد وقد أضحى (بريء في الأغلال)،
واذا ب-(يوميّات مؤسّس العقيدة الداهشية) وقد تحوّلت إلى (يوميّات سجين الغدر والخيانة)،
واذا بمذكّرات من ملأت اخباره صحف الدنيا وقد باتت (مذكّرات عتاّل) هائمٍ في أحزان مشارق الأرض ومغاربها، يحمل بصبرٍ عجيب هموم شرور الانسان،
وإذا بالذّكريات العذبة الهانئة وقد امتزجت بأشجان (من وحي السّجن والتجريد والنفي والتشريد)، فأضحت تقطن في (جحيم الذكريات).
ولكن بالرغم من ما احاطَه به أعداء الحقّ من (ظلمات مدلهمّة)، لم يسْتكن ولم يستسْلم، فاذاه وقد امتشق (المهنّد الباتر) وحطّم به جدران السجون و(الدهاليز) الباطلة، وثلّ عرش الظلم وسلطانه الغاشم، مستعيداً حقّه المغتصب ومقوّداً أسس الشر والباطل.
وبعد استعادة الحقّ المسلوب، واصل تأسيس بنيان رسالته الداهشيّة المقدّسة، وكما سبق وجال الكرة الأرضية أدبيّاً عبر كتابه (مذكرات دينار) المُلهَم، معطياً فيه رأيه بشؤون الحياة واحداثها وناسها، بدأ الدكتور داهش (الرحلات الداهشية حول الكرة الأرضية)، مضمّناً فيها (مختارات) من (خبز المعرفة وحكم الأجيال)، شاهداً فيها على آثام البشر، داعياً إلى الفضيلة والى العودة إلى جوهر الأديان الحقيقي بعيداً عن القشور والاوهام.
وبعد تلك الحياة العجائبيّة المتواصلةِ الجّهاد لرفع راية الخير والحقّ في عالم الظلام،
اضطجع النبيّ الحبيب (ضجعة الموت) (في احضان الأبدية)، وعاد الطّائر الإلهي الى ربوعه المقدّسة، مخلّفاً ورائه أحزان الأرض وآلامها، منطلقاً إلى (حدائق الالهة توشّيها الورود الفردوسية)، عائداً إلى (فراديس الالهات يرصّعها اللينوفار المقدّس).
واذا ب-(ناقوس الأحزان) يغرق في (نهر الدموع) ويتحول إلى (روح تنوح) وتوقّع على أنغام (قيثارة الأحزان) أنشودة الوداع لمن جسّد الفضيلة والحق والخير في عالم الأرض قبل أن يعود إلى عالم الخلود بعد أن اخترق الحدود والسدود.
وكأنّ بداهش الزمان يهتف في وداعه لنا:
رغم عذابات (يدي المزلزلة)، لا تنسوا ما خطّته بدم القلب والحب الازلي الأبدي، ولا تنسوا (وصيّتي) الأساس التي قلتها سابقاً لكم وسأقولها مجدّداً “أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا احببتكم”.