حكاية زارا الفتاة الكونية والحورية الموازية ويكس
ذات مرة، ولمرّة واحدة، وفي مجرةٍ بعيدة جدًا عن مجرتنا، عاش كائن فضائيٌ فضولي ومغامر يُدعى زارا وهي واحدة من الفضائيات المعروفات بطبيعتهن المتلهفة للمغامرة ورغبتهن الشديدة لاستكشاف الكون.
في يومٍ من الأيام، أثناء تجوالها في الفضاء الشاسع في سفينتها الصغيرة،
حصل، ما لم يكن بالحسبان، انحرافًا غريبًا على أجهزة الاستشعار . بدا وكأنه
معبر السري الغامض ‘“ the worm hole ”التي طالما سمعت عنه وحلمت به، يتدحرج بألوانه الساحرة.
امتلأ قلبها بالإثارة والترقب وهي تفكر في الاحتمالات الكامنة على الجانب الآخر لو قُدِّر لها اجتياز هذا الممر السري السحري الدافئ.
مدفوعة بفضولها اللاحدودي، قررت زارا الدخول والتجوال في المُبهم الغامض،
دعت اشرعة قاربها الكوني تستسلم للدوامة اللامعة، وإذّاها يمتلكها شعور غريب تفقد معه كل اثر للقوانين المعروفة فهي الان لطيفة لا كثافة لها ،
بغمرها شعور مفرح كما لو أن الزمان والمكان ينحنيان حولها ويغمرانها بعطف وتحنان. كانت الألوان تتراقص بجوار نافذتها، وتقدِّم عرضاً فضائيًا ساحرًا.
واذ انتهى مفهوم القوانين المعروفة لدى زارا، عجزت عن تحديد الزمن الذي مضى خلال عبورها المثير لهذه الفتحة!
كان هذا هو العبور الثاني بعد ان عبرت من عالمها التي كانت تبحر فيه إلى عالم الثقب السري.
حتى الآن عبرت زارا مرحلتين من الوعي:
الاولى قبل دخولها الثقب الدودي
والثانية وهي فيه.
وها هي في الوعي الثالث تعبر إلى الجانب الآخر،
انها تجد نفسها الآن في منطقةٍ مجهولة تمامًا من الفضاء!
النجوم والكواكب غير مألوفة !
جمالها عجيب!
هي،
في عالم متلألئ آخر
هي ،
في حقل جاذبية مجال جديد من الكون.
لقد احست وكانها تعبر مراحل من حلم متعدد اليَقظات، وفي كل يَقْظة تظن ان ما سبق وراته كان حلماً.
وما أدهشها، انها لم تكن وحيدة. فمخلوقات هذا العالم الكوني الجديد فاتنة جذابة تاخذ الالباب ،
وها هي والعجب يأخذ منها اي مأخذ تلتقي فتاة، واية فتاة!
انها الموازية لها، ولكن هذه الموازية شديدة الوعي وتتمتع بقدرة التواصل عن طريق التلقي الذهني!
وهذا لعمري قفزة نوعية في مفهوم الخلق.
كانت هذه الفتاة الموازيةتحمل اسم ويكس،
وكان لويكس، الحورية الفاتنة التي تسبي القلوب ، حكمة قديمة اكتسبتها عبر الآف السنين خلال حيواتها المتلاحقة في مختلف العوالم والدرجات.
كشفت ويكس لزارا ان حاكم الاقدار سمح لها اي لزارا ان تعبر هذا الممر
و هو يربط بين أبعاد مختلفة،
وأنها اي ” ويكس” كانت تحرس هذا المدخل لآلاف العصور.
وأُعلمت زارا انها الآن قد اجتازت جسرًا بين العوالم المادية و العوالم اللامادية ، وهذا لا يُسمح الا لكائنات مختارة قُدِّر لها السفر في الأبعاد .
وحدثت المفاجأة المذهلة :
اتحدت زارا بويكس –
“ فالعالم الذي بلغته يسمح للكائنات المتوازية ان تتحد فتتضاعف معارف المولود الكوني الجديد وتُشحن قدراته بوقود مميز .
ونتيجة لرحلتيهما في الأبعاد، تفتحت امام زار مغاليق الإدراك فعرفت ان الحياة طاقات اشعاعية منتشرة في الارجاء اللامتناهية للأكوان وان تفاعلها وتاثيرها بعضها بالبعض الآخر دائم ومتواصل وفعّال كما السائل في الاوعية المتصلة؛ وغدا واضحاً مع تطور معرفتهما ان ايمان ومعرفة سكان الكواكب المتدنية، ككوكب الارض، بالله سبحانه وبقوته الموجدة تافه مشوش وكذلك أديانهم وعباداتهم سخيفة وسطحية تتناسب مع قدراتهم التي سمح موزع الاقدار ان يمنحهم اياها…
وهكذا شكلت زارا وويكس تحالفًا عجيباً غير متوقع وانطلق هذا الكائن المتجدّد في سلسلةٍ من المغامرات الفكرية، زار خلالها العوالم حيث ان قوانين الفيزياء مختلفة تمامًا وحيث كائناتها مكونة من طاقات شفافة ووعي خالص وحيث ان للنور ظلال.
صادف الكائن الجديد حضارات حققت السلام والسعادة بتحقيق التناغم والانسجام بين الطبيعة
والتكنولوجيا،
و تمكنت زارا وقد اصبحت جزءاً من ويكس ان تتواصل مع كائنات تعيش
خارج الزمان -المكان،
كيانات تجسد جوهر الإبداع والخيال…
الرحلة المذهلة لا تزال مستمرة…
ليت لنا ان نعرف تفاصيلها وشيّق اسرارها….
رحلة ستبقى دافعا زاخراً لعشاق المغامرات .
٢٢ تموز ٢٠٢٣