أبو علي وميمون الديك المجنون
ما ان تقع عينه عليه حتى ينقض قافزاً يضربه بجناحيه، و ينقره بمنقاره الفولاذي، وينشب مخالبه في ظهره ورجليه …والغضب آخذ منه أي مأخذ ولا يتوقف مهما دافع ابو علي عن نفسه الى ان يعود هذا الأخير الى داخل المنزل ليتّقي شر المجنون، فأبو علي لا يريد أذيّة هذا المخلوق الشرس الغضوب.
وهو يقدم له ولفراخه الحبوب والشراب والرعاية والحماية…والعجب آخذ اي مأخذ، فهذا المخلوق الصغير لا يني يستهدفه دون افراد العائلة جميعاً…
ويُكْشَف السر للديك “ميمون”!
يرى ميمون في الحلم جزءاً من حيواته السابقة وكلها بمرافقة “أبي علي”.
فمرّة كان “بو علي” ثعلباً ماكراً يهاجم مملكة ميمون ويختطف فراخه من الخم ويفترسها، ومرة أخرى كان ديكا صياحاً يفوقه جاذبية ويقاسمه دجاجاته ويختطف أجمل وأفتن فراخه ويجرِّعه مرارة الغيرة، و حنظل الخيانة.
وفي تقمصهما السابق لهذا الدور كان ” أبو علي” لحّاماً مولعاً بأكل الدجاج، وقد اختار ميمون من بين العشرات من الفراخ والفراريج ليذبحه وينتف ريشه ويقلِّبه على الجمر حتى ينضج ويجعله وليمة فاخرة…
والعجيب ان طاقة “الحياة الاشعاعية” للديك كانت حاضرة شاهدة ترى أبا علي وهو يتلذذ مع أصحابه بإلتهام لحمه ومصمصة عظامه وتبادل قرع الكؤوس احتفالاً…
و هكذا كُشف في الحلم للديك ميمون السبب الخبيئ لتلك الطاقة العدائية التي تدفعه الى الانتقام بشديد العداء.
وتردد من البعيد صوت موزّع المقادير وقاضي القضاة قائلاً: وقود هذه المعضلة رغبة الانتقام وسلاحها طاقة الغضب, واعلم يا ميمون انك انت و أبا علي تنتميان الى نفس المصدر فأنتما شقيقان لدودان وسيدوم هذا العداء الى ان تنتصرا على ما بينكما من تباين وتضاد إذاك تنقذكم العدالة من هذا الفخ.
أمّا لماذا كُشف بعض الخبيئ لميمون دون “بو علي”فهذا سره عند من سمح له؛ سبحانه؛ ان ينسج قوانين الكوكب ونظام مخلوقاته!!
“ملاحظة”: الاسلوب مستوحى من سلسلة روائع الدكتور داهش: “قصص غريبة و اساطير عجيبة”.