شهادات ومعجزات

الزيارة الأولى


الزيارة الأولى 23 حزيران 1974


إلى أخي الانسان،

اللقاء الأول …
الخطوة الأولى …
البسمة الأولى …

سأخبرك يا أخي ما حصل معي في الزيارة الأولى للدكتور داهش بتاريخ 23 حزيران 1974،

– الدكتور داهش بانتظارك أنت والسيد منير نحلة في منزل الرسالة الداهشية، زقاق البلاط، بيروت عند الساعة 3 بعد ظهر يوم الأحد في التاريخ المذكور أعلاه/ قالها إيليا حجّار.


ملأَتْ رأسي شتّى الأفكار والأسئلة ونحن في الطريق وعلى الموعد المرسوم.
صعدنا نحن الثلاثة، إيليّا حجّار ومنير نحلة وأحمد يونس، درجَ البيت إلى الطابق الثاني.

كان الدكتور على سفرة الدرج بانتظارنا، صافحنا ورحّب بنا بحرارة ما زال دفؤها يملأ نفسي حتى تاريخ كتابة هذه السطور، ورافقنا في ممشى إلى صالون صغير على باب غرفته الخاصة. وجلس بيننا في الوسط على كنبةٍ، رفيقي على يساره وأنا على يمينه.

إفتتح ايليّا الحديث متوجّهاً للدكتور بقوله: “إطمئن، الشباب أوادم”. فأجابه: “سيماهم في وجوههم”.
ودار الحديث حوالي النصف ساعة للتعارف والتعرّف باختصار على الدعوة الداهشية. وكان على طاولةٍ صغيرةٍ أمامنا كميّة من الأوراق صفراء اللون فارغة وخالية من الكتابة.

طلب إليّ الدكتور أن أكتب على بضعة أوراقٍ بعض الأسماء والأمثال والحكم ما شابه “من صبر ظفر ومن لجّ كفر”/ داوود.  وكتبتُ ما خطر على بالي ساعتئذٍ أذكر منها ” لا إله إلا الله/ محمد.
   
وبناءً على طلبِه طويت الأوراق على شكلٍ واحد لم يعد ظاهراً عليها شيء من الكتابة ورميتها على الطاولة وتناولت واحدةً منها وفتحتها . مسكها بيده وقرأها.

وتناول قلماً أحمر بناءً على اختياري وكتب في الهواء من على بعد حوالي 3 أمتار ما جاء فيها “من صبر ظفر ومن احتجّ كفر” خطأً، فشحط على كلمة إحتجّ وكتب فوقها لجّ، وذلك بعد وضع ورقة فارغة في يدي اليمنى, وكتب تاريخ الزيارة 1974/6/24 ولاحظ أيضاً الخطأ في التاريخ فشحط على 24 وكتب فوقها 23 /
ثمّ تناول قلماً آخر أزرق اللون وكتب في الهواء متوجّهاً إلينا: “أهلاً بالضيوف أهلاً”.

تركنا للحظات قائلاً: إفتح الورقة في يدك.  فكان عليها كلّ ما كتب وشحط بخطّه بدقّةٍ ووضوح.

بعد عودته وبعدما دارت في رأسي فكرة أن رفيقي لم يحصل معه شيءٌ ذكرى لهذه الزيارة، توجّه الدكتور إليّ بالكلام قائلاً: “هل تتقن لغة أجنبية؟”. أجبته نعم، اللغة الفرنسية.

أُكتب اسمك على ورقة فكتبت AHMAD وكتب هو على ورقة أخرى كلمة “الله” وطوّقها بدائرة وأعطاها لرفيق زيارتي منير نحلة.  فأصبحت ورقة إسمي المطوّقة بيدي وورقة كلمة “الله” المطوّقة بيد رفيقي.

قال لي بعدها ردّد ورائي : بإسم الله والنبي الحبيب الهادي أن تنتقل ورقتي من يدي إلى يد رفيقي، وورقة رفيقي إلى يدي. وفي ثوانٍ كان ما كان،  وما زالت ورقة كلمة الله عندي حتى اليوم وورقة إسمي مع زميلي. لا أعرف أين صارت اليوم وأين صار منير نحلة.

هذا ما حصل معي في الزيارة الأولى أكتبها شهادةً للتاريخ مرفقةً بصور الأوراق التي ما زلت احتفظ بها حتّى اليوم.

ودّعَنا الدكتور داهش كما استقبلنا بكل محبّة.

تركنا منزل الرسالة الداهشية والأسئلة تملأ رؤوسنا والتفسيرات لما حدَث حدّث عنها ولا حرج. ويبقى الإنسان محتاراً: كما دخلنا خرجنا؟ و اين صار كلّ واحدٍ منّا اليوم؟


أحمد يونس
ألباني، نيويورك.

error: Content is protected !!