دراسات وأبحاث

قراءة سليمان جمعة لنصّ “عروس الاحلام” للدكتور داهش

النص:

عروس الأحلام

ربّةَ الطهر نعماكِ! يا حبيبة الروح اللطيفة

هنيئًا لكِ ذلك العالم السامي الطاهر

لكِ السعادة والمجد الفائض بالخير الوافر

أنتِ رمز لهذه البشرية الأثيمة منذ كنتِ

أيتها الأمنية التي نهفو إليها حيث أنتِ

ولكننا أعجز وأضعف من أن نستطيع شيئًا لآثامنا المخيفة!

١٩٤٣
الدكتور داهش
من كتاب بروق ورعود ص.٥٤
ط ١٩٤٦.

مقاربة النص

 

بروق ورعود يتضمن مئتي نص واثنين /٢٠٢/ مخطوطة بخط الرقعة ..يتصدرها رسم للمؤلف تحته نص يبين رؤيته في تأديب كل” سيال” يؤذي الانسان او الكائن الروحي في الانسان. عدا عن مقدمتين بقلم د.داهش.

والنصوص كلها تقريبا على نسق واحد من اساليب السجع المحببة :يتألف هذا النص من ٦ سطور (للرقم ستة ايحاء مخصوص ) الاول والاخير السادس ينتهيان بايقاع قافية واحدة كذلك الثاني والثالث والرابع والخامس. هي مواضيع قيمية تعنى بشخصية الانسان الاخلاقية وسلوكه .. خميلة من معاني راقية سامية واخرى تشدد على التمتع بارادة رفض ما يسيء لانسانية الانسان ..كتاب جدير بالقراءة.

القراءة

الحلم بعد روحي فينا يسافر بأمنياتنا حيث نشتاق بصورة غامضة أو ينشىء لنا عالما محببا يتلاءم مع توقنا غير المعلن..”عروس الاحلام” كعشتار ربة الحب والخصب في كل انثى شعاعة منها تحفز الحب والخصب وغيرها من عالم عشتار الآلهة ..

وهكذا في كل منا شعاعة من عروس الاحلام او ربة الطهر تسمو بنا او تحفزنا ان نسافر في توقنا وشوقنا وما نتمنى..

ناجاها بربة الطهر لسمو مكانتها اذ هي حبيبة الروح ..اللطيفة اي الراقية والسامية كعالمه…

فالحلم اذاً شعاعة طاهرة تناجي عالم الاحلام السامي ..تسأله “النعمى””نعماكِ” فالحلم يعادل النعمى اي هو نبي يستقبلها نعمة نقاء اي انها تدخله عالم الطهر ولو بالتصور..

يقول لها هنيئا لك هذا العالم !الذي يقدم السعادة والمجد والسلام ..

من هنا نعرف ان الحلم بنية معرفية راقية يقدمها النص عالما سماويا .

فنحن بني البشر نرفعه رمزا ..

ولكن التوق/ الحلم اذن يسافر بنا حيث الطهر..فهو حصار ايجابي طاقة روحية ..

رمز يتفتح بما نحب ولكن يحاصرنا ضعف وعجز تأتيا عن اثم علينا نقترفه في مسيرتنا في دنيانا وهي آثام مخيفة..

الامنية زورق السفر ولكن ضعفنا يجعل سرير الماء جافا..

كيف نفك الحصار ؟

بهذه المناجاة لربة الطهر عروس الاحلام ..كي تمنحنا القوة فترحمنا على قهر هذا العجز..

ادخلنا النص عالم الصراع في داخل النفس بما فيها من احلام سامية وبما فيها من شقاء ..

وبما انها عروس وفينا شعاعة منها سوف لا نكف عن السفر ..فالسعادة ان نسعى فنتغلب على خوفنا وحزننا وآلامنا.. ذلك الوصال هو تذوق المجد ..كل البنى المعرفية التي شكلت هذا العالم نعرفها ..الحلم الطهر السعادة والمجد والامنية ..ونعرف كم يحزننا ضعفنا !

البنى الايجابية حركنا ب بلام الملكية والنداء ..والمفعول المطلق بلا زمن ..لك السعادة ..ربة الطهر ..نداء بلا اداة لقرب الرغبة من النفس وقوة الشوق فيها ..

عالم هناك من اللطافة وعالم هنا من الآثام ..والزورق امنية والمجذاف حلم فهيا الى عالم اللطافة فالروح تحبه.

 

 

 

error: Content is protected !!