أفكارٌ و أرآء

هل نحن وحدنا في الكون؟

بقلم الصحافي منير يونس

 

رحلة بين المجرات، وحدود الحواس، والكتب الدينية، ووعي العلماء…

في الكون الذي نعرفه، هناك أكثر من 2 تريليون مجرة.

وفي كل مجرة، مئات المليارات من النجوم، ومليارات الكواكب.

نحن، على كوكب صغير يدور حول نجم عادي في زاوية مجرّة…

ونتساءل: هل نحن وحدنا؟

بعض النجوم لها كواكب، وبعض هذه الكواكب في “المنطقة القابلة للحياة”،

لكن من قال إن الحياة يجب أن تكون مثلنا؟

ربما توجد حياة بلا أوكسيجين، بلا ماء، بلا كربون…

حياة من طاقة، من تردد، من وعي.

حواسنا محدودة:

نرى جزءًا من الضوء

نسمع جزءًا من الصوت

وأدواتنا، مهما تطوّرت، لا ترصد إلا القريب والمشابه.

فكيف نحكم على كون لا نرى منه إلا بعض ظلّه؟

وما اكتشفه الإنسان ليس إلا جزءًا يسيرًا من هذا الكون العظيم.

نرصد فقط “الكون المشاهد”،

لكن خلفه امتدادٌ لا يُقاس، يتمدّد في كل لحظة.

“والسماء بنيناها بأيدٍ وإنّا لموسعون” (الذاريات: 47)

إذا كانت الحياة محصورة فقط على كوكب الأرض…

فهل كل هذا الكون الضخم مجرد ديكور؟

سيكون ذلك هدرًا هائلًا للمساحات والفرص والطاقة — وهو أمر لا يتماشى مع منطق الخلق، ولا مع الاقتصاد الكوني الدقيق.

الإنسان يكون مغرورًا حين يظن أن الحياة لا توجد إلا على الأرض.

ذلك الغرور ذاته الذي جعله، لقرون، يعتقد أن الشمس تدور حوله.

لكن التواضع، لا الغرور، هو مفتاح الفهم.

الكتب السماوية نفسها تحدثت عن تعددية الخلق، ووجود عوالم لا نراها.

في الإنجيل:

“في بيت أبي منازل كثيرة” (يوحنا 14:2)

إشارة إلى تعدد العوالم والمقامات الوجودية.

“ما لم ترَ عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان…” (1 كورنثوس 2:9)

ما نجهله… أعظم مما نعرفه.

وفي القرآن:

“الذي خلق سبع سموات طباقا” (الملك: 3)

“ومن الأرض مثلهن” (الطلاق: 12)

طبقات كونية، وأراضٍ أخرى… تشي بوجود منظومة أوسع من الإدراك البشري.

حتى العلم يعترف:

نحن لا نعرف ما هي المادة المظلمة

ولا نفهم الطاقة المظلمة

ولا نعرف لماذا يتمدّد الكون كأنه كائن حيّ… يتنفس.

 بعض كبار الفيزيائيين، مثل جون ويلر و ديفيد بوم، طرحوا فكرة مذهلة:

“الكون ليس مجرد مادة… بل عقل واعٍ، يفكر ويترابط ويستجيب.”

ربما نحن لا نعيش في كون جامد، بل في كيان حيّ… ونحن جزء من وعيه.

وربما،

في زاوية بعيدة من مجرّة لا نعرفها،

هناك من يتأمل فينا كما نتأمل في النجوم.

وربما نحن مجرد فكرة في عقل كوني أعظم.

 فالوجود أكبر من حواسنا،

والحياة أوسع من تعريفاتنا،

والخلق أعمق من إدراكنا.

error: Content is protected !!