أفكارٌ و أرآء

لمن يهمّه ويعنيه الأمر…

لمن يهمّه ويعنيه الأمر…

 من لا يقف حائراً ومحتاراً أمام سماعه بإسم الدكتور داهش؟

 قف يا أخي في باب الإنسانية وأعمل بما يمليه عليك المنطق السليم والضمير الحي ولن تعود بصفقة الخسران، خسران الحقيقة التي ينشدها الإنسان منذ وجوده في عالم الأرض التي نحيا عليها .

 والحقيقة يا أخي ثمارها الطمأنينة وراحة البال، حلمنا جميعاً أينما كنّا وفي كل آن.

 عد يا اخي الى سيرة وحياة داهش والتي شهد على كمالها كلّ من عرفه وعامله من أهل الصدق والثقافة الإنسانية بروح الايجابية والحياة وهم لا يحصرهم عدّ، منهم الأطبّاء والمحامين والمهندسين ومنهم الكتّاب والأدباء وأصحاب الحضور الاجتماعي في كل حقول الحياة. هؤلاء جميعهم وقفوا الى جانب الدكتور داهش وأشادوا بصفاته ومزاياه وتحملّوا ممّا تعرّضوا له من شتّى أصناف الانتقادات والعذابات. ولم تدعهم المصالح الأرضية المادية والوجاهة والمكانة الاجتماعية والفروقات والتمايزات الدينية والدنيوية الى نكرانه ومعاداته.

 وهنا يا أخي لن نأت على ذكر أعماله الروحانية . بل نكتفي بالشهادات الحيّة والصادقة دون التخلّي عن الإنسانية التي ننشدها ونعمل من أجلها فرادى وجماعات ونواة شعارها خدمة الإنسان ومساعدته في كل ظروف الحياة القاسية والتي لا يخلو منها مجتمع مهما كان صغيراً.

 أنظر يا أخي الى حال الإنسان والحياة التي يعيشها، الفقر والمرض والجهل والمصائب والهموم التي تواجهنا يومياً وفي كل لحظة وتحول دون إدراكنا ووصولنا للراحة والسعادة التي ننشدها منذ الولادة والى نهاية الآجال والأعمار.

 يا أخي هذا كان هدف الدكتور داهش و هدف كل من ناصره ووقف الى جانبه حتى يعمّ السلام الأرضَ ومن فيها. عد يا أخي الى كتابات الدكتور منذ صغره وحتى انتقاله، كلّها جوهرها القيم الإنسانية بكل أبعادها ومعانيها وفي كل صورها الشعرية والأدبية والقصص والرحلات.

 يشيد بما حقّقه الإنسان من تقدّم مادي بل قل حضاري، ولكنّه وحتى الآن لم يهنأ ولم يطمئن في جحيم الأرض التي تسوء فيها الاوضاع أكثر فأكثر. فالجوع والظلم والظلام والجهل وقلّة البصر والبصائر والأخطاء والحروب ملأت كل زوايا الأرض في مشارقها ومغاربها. ما نراه وما نسمعه لا يبشّر بالخير.

 واخيراً لنعد الى الكلام عن الدكتور داهش وهو واحد منّا عبَر في طريق الوجود وترك بصمةً فيه ملأت الأسماع والأبصار. ونحن حتّى اليوم وبعد رحيله ما زلنا يشغلنا السؤال من كان ومن هو ومن يكون وقد لا ندرك ذلك لا اليوم ولا الغد ولا في المستقبل القريب ولا البعيد.

لنعد يا أخي الى ضمائرنا ولا نصدر أحكامنا بالثبور وعظائم الأمور ونترك ذلك للتاريخ المنصف والعادل، فنحن لسنا قضاة وأحكامنا وأحكام كل من سكن الارض ومن عليها ينقصها الكمال والاستقامة والخلود والى اللقاء..

 

 أحمد يونس
 ألباني، امريكا

error: Content is protected !!